الأحد، 23 مارس 2014

قال رسول الله صلى الله عليه وآله في فاطمه عليها السلام


قال رسول الله صلى الله عليه وآله في فاطمه عليها السلام

فاطمة
روى الخوارزمي بإسناده عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):( لو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، انّ فاطمة ، ابنتي خير أهل الأرض عنصراً ، و شرفاً و كرماً).
قال روى السمهودي بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة:(ان الله غير معذبك و لا ولدك)، و في رواية أخرى:( ولا أحداً من ولدك).
روى الشيخ عبد الله البحراني بإسناده عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال :(ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين).
و روى عنه انه قال (ص) :(حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، و خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمد ، و آسية امرأة فرعون... ، و أفضلهنّ فاطمة).
و روى عنه عن النبي (ص) انه قال: ( يا علي ، انّ فاطمة بضعة منّي ، و هي نور عيني ، و ثمرة فؤادي،  يسوؤني ما ساءها ، و يسرّني ما سرّها).
و روى عنه عن النبي (ص) انه قال:(انّ فاطمة ، شجنة منّي ، يؤذيني ما آذاها، و يسرني ما سرّها، و انّ الله تبارك و تعالى ، يغضب لغضب فاطمة ، و يرضى لرضاها).
روى
ابن شهر آشوب بإسناده عن عكرمة ، عن ابن عباس، و عن أبي ثعلبة الخشني ، و عن نافع ، عن ابن عمر قالوا: (كان النبي ، إذا أراد سفراً ، كان آخر الناس عهداً بفاطمة، و إذا قدم ، كان أول الناس عهداً بفاطمة، ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم ، لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، يفعل معها ذلك إذ كانت ولده، وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد ، و لا يجوز أن يفعل معها ذلك ، و هو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى).
روى
البدخشي بإسناده عن ابن مسعود ، ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال:( إن فاطمة ، أحصنت فرجها فحرّمها الله ، و ذرّيتها على النار).
روى الخوارزمي بإسناده عن سلمان قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( يا سلمان، من أحبّ فاطمة ابنتي،  فهو في الجنة معي، و من أبغضها فهو في النار، يا سلمان حبّ فاطمة ، ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن: الموت، و القبر، و الميزان، و المحشر، و الصراط، و المحاسبة ، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة ، رضيت عنه ، و من رضيت عنه (رضي الله عنه)، و من غضبت عليه ابنتي فاطمة ، غضبت عليه، و من غضبت عليه غضب الله عليه، يا سلمان، ويل لمن يظلمها ، و يظلم بعلها أمير المؤمنين ،  عليا، و ويل لمن يظلم ذرّيتها ، و شيعتها).
فاطمة
و روى
الأربلي بإسناده عنه قال ، قال رسول الله (ص): ( ان فاطمة (عليها السلام) شعرة منّي ، فمن آذى شعرة مني ، فقد آذاني ، و من آذاني ، فقد آذى الله، و من آذى الله لعنه ملء السماوات و الأرض).
روى
أبو نعيم بإسناده عن أنس قال ، قال رسول الله (ص):( ما خير للنّساء؟ فلم ندر ما نقول فسار عليّ إلى فاطمة، فأخبرها بذلك، فقالت: فهلا قلت له خيرٌ لهنّ ، أن لا يرين الرجال ، و لا يرونهنّ ، فرجع فأخبره بذلك، فقال له: من علّمك هذا؟ قال: فاطمة، قال: انّها بضعة مني).
روى
الحضرمي بإسناده عن أنس : (ان بلالاً أبطأ عن صلاة الصبح ، فقال له النبي (ص) : ما حبسك؟ فقال: مررت بفاطمة و الصبي يبكي، فقلت لها: ان شئت كفيتك الصبي ، و كفيتيني الرحا ، فقالت: أنا أرفق بابني منك، فذاك الذي حبسني ، قال: فرحمتها رحمك الله).
روى
الوصابي بإسناده عن بريدة (رضي الله عنه) ، ان رسول الله (ص) قال لعلي و فاطمة ليلة البناء:(اللهم بارك فيهما، و بارك عليهما، و بارك نسلهما).
روى أحمد بإسناده عن المسور، قال ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (فاطمة شجنة مني ، يبسطني ما يبسطها، و يقبضني ما قبضها، و أنه تنقطع يوم القيامة الأنساب و الأسباب ، الا نسبي و سببي).
روى النسائي بإسناده عن المسور بن مخرمة، قال ، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، و هو على المنبر يقول:(فإنّما هي بضعة مني ، يريبني ما أرابها ، و يؤذيني ما آذاها، و من آذى رسول الله ، فقد حبط عمله).
روى
الحمويني بإسناده عن أبي هريرة قال: (لما أسرى بالنبي (ص) ، ثم هبط إلى الأرض مضى لذلك زمان، ثم إن فاطمة (عليها السلام) ، أتت النبي (ص) فقالت : بأبي أنت و أمي يا رسول الله ، ما الذي رأيت لي؟ فقال لي: يا فاطمة، أنت خير نساء البرية، و سيدة نساء أهل الجنة قالت: فما لعلي؟ قال: رجل من أهل الجنة، قالت: يا ابة فما الحسن و الحسين ؟ ، فقال: هما سيدا شباب أهل الجنة).
روى ابن حجر بإسناده عن أبي هريرة قال ، قال (ص) :(أتاني جبرئيل فقال: يا محمد، ان ربّك يحبّ فاطمة فاسجد، فسجدت، ثم قال، ان الله يحب الحسن و الحسين ، فسجدت، ثم قال: ان الله يحبّ من يحبهما).
فاطمة
روى النسائي بإسناده عنه، قال:
(أبطأ علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً صبور النهار ، فلمّا كان العشى ، قال له قائلنا: يا رسول الله ، قد شقّ علينا ، لم نرك اليوم، قال : إنّ ملكاً من السماء ، لم يكن زارني ، فاستأذن الله في زيارتي فاخبرني و بشّرني، انّ فاطمة بنتي سيدة نساء أمتي، و انّ حسناً و حسيناً ، سيدا شباب أهل الجنة).
روى الإربلي عنه قال :
(إنما سميت فاطمة ، لأن الله عز وجل ، فطم من أحبّها من النار).
روى البحراني بإسناده عن أبي هريرة قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
( أول شخص ، يدخل الجنة فاطمة).
روى
الطيالسي بإسناده عن أسامة، قال: (مررت بعلي و العباس، و هما قاعدان في المسجد فقالا: يا أسامة، استأذن لنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا علي و العباس يستأذنان، فقال: أتدري ما جاء بهما؟ قلت: لا و الله ما أدري، قال: لكني أدري ما جاء بهما قال: فإذن لهما، فدخلا فسلما، ثم قعدا، فقالا: يا رسول الله : أيّ أهلك أحبّ إليك؟ قال: فاطمة بنت محمد).
روى الحاكم النيسابوري بإسناده عن عائشة:
(ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال - وهو في مرضه الذي توفي فيه - : يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين).
روى البدخشي بإسناده عنها قالت:( قال رسول الله (ص) لفاطمة، يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، و سيدة نساء المؤمنين ، و سيدة نساء هذه الأمة ).
روى الهيثمي بإسناده عن عائشة، قالت:(ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها ، قالت: و كان بينهما شيء، فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب).
و روى بإسناده عن
عائشة، أنها سألت : (أي الناس أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قالت: فاطمة، و قيل: من الرجال؟ قالت: زوجها ، ان كان ما علمت صواماً قوّاماً، أخرجه الترمذي ، و قال: حسن).
 وروى بإسناده عنها، قالت:
(ما رأيت أصدق لهجة من فاطمة، الا أن يكون الذي ولدها (ص) ).
روى الحضرمي بإسناده عن أسماء بنت عميس (رضي الله عنها)، قالت:
(قبلت فاطمة بالحسن ، فلم أر لها دماً، فقلت: يا رسول الله انّي لم أر لفاطمة دماً في حيض و لا نفاس، فقال رسول الله (ص) ، أن ابنتي طاهرة مطهّرة ، لا ترى لها دماً في طمث ، و لا ولادة).
روى الخوارزمي بإسناده عن حذيفة قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (نزل ملك من السماء فاستأذن الله تعالى ، أن يسلم عليّ، لم ينزل قبلها، فبشرّني ، ان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة).
روى الترمذي بإسناده عن زيد بن أرقم: (ان رسول الله (ص) قال لعليّ  وفاطمة و الحسن و الحسين: أنا حربٌ لمن حاربتم، و سلمٌ لمن سالمتم).
فاطمة
روى
ابن الصبّاغ المالكي عن مجاهد، قال: (خرج النبي (صلى الله عليه وآله) ، و هو آخذٌ بيد فاطمة ، فقال: من عرف هذه فقد عرفها، و من لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، و هي بضعة مني ، و هي قلبي و روحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني ، و من آذاني ، فقد آذى الله).
قال
الشيخ عبد الله البحراني، سأل بزل الهروي الحسين بن روح (رضي الله عنه) فقال: كم بنات رسول الله (ص)؟ فقال: أربع، فقال: أيتهنّ أفضل؟ فقال: فاطمة ، قال: و لم صارت أفضل ، و كانت أصغرهنّ سنّاً ، و أقلّهنّ صحبة لرسول الله (ص)؟ ، قال: لخصلتين خصّها الله بهما: انّها ورثت رسول الله (ص) ، و نسل رسول الله (ص) منها ، و لم يخصّها بذلك ، إلاّ بفضل اخلاص عرفه من نيّتها).
و قال
المرتضى (رضي الله عنه):(التفضيل هو كثرة الثواب ، بأن يقع إخلاص و يقين و نيّة صافية ، و لا يمتنع من أن تكون (عليها السلام) ، قد فضلت على اخواتها بذلك، و يعتمد على أنها (عليها السلام) أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية ، و على أنه قد ظهر من تعظيم الرسول (ص) لشأن فاطمة (عليها السلام) ، و تخصيصها من بين سائرهنّ ما ربما لا يحتاج إلى الاستدل الا عليه).

صباح جميل

صباح جميل

image.jpeg

image.jpeg

المزارات في الإسلام -3 / المزار.. في رؤية علم الاجتماع

 

المزار.. في رؤية علم الاجتماع


من المواضيع المهمّة التي تترك آثارَها في البيئة الاجتماعية وتلفت إليها أنظار علماء الاجتماع.. موضوع الزيارة والمزار.
والاستقراء العام للمزارات في أنحاء العالم يدلّ على أنّ كلاًّ منها مظهر لمعتقد موروث، أو لاعتقاد شعبي خاصّ.
ومن حيث سعة النطاق يمكن تقسيم المزارات إلى: مزار عالَمي ذي سمة عامة شاملة، ومزار إقليمي يرتبط بالبيئة الاجتماعية لمنطقة معيّنة، ومزار خاصّ ضيّق النطاق.
ولا ريب أن ثَمّة مزارات ذات أهمية كبيرة لدى المسلمين ولدى غير المسلمين من مختلف الأديان، كالمسجد الحرام في مكة المكرّمة والمسجد النبويّ في المدينة المنوّرة والمسجد الأقصى في القدس، ومثل كنائس الفاتيكان ومعابد الهند والصين، وسواها من الأماكن التي تُقصَد لتحقيق غرض ديني لدى مختلف الشعوب.
ومن جهة أخرى.. يمكن ـ عند دراسة' المواضع التي توجد فيها المزارات ـ التوصّل إلى نتائج لافتة للنظر. مثال على هذا أن التتبّع لمواقع المزارات المنسوبة إلى أبناء أئمّة أهل البيت عليهم السّلام ـ في إيران وافغانستان وآسيا الوسطى ـ يكشف أن أغلب هذه المزارات قد اتّخذت مكانها في المرتفعات الوعرة أو الأماكن القصيّة المنفردة.. بعيداً عن المدن والأرياف المأهولة وعن مراكز التجمّع السكّاني. وهذا إنّما يدلّ على درجة الضغوط السياسية والإرهاب السلطويّ الذي مارسته السلطات الأمويّة والعباسيّة وسواهما ضد أشياع أهل البيت عليهم السّلام وضد أبنائهم وذراريهم الأمويّة والعباسيّة وسواهما ضد أشياع أهل البيت عليهم السّلام وضد أبنائهم وذراريهم في مختلف البيئات. إنّ أجواء الإرهاب والمطاردة والتقتيل التي كانت مهيمنة في تلكم الأحقاب كانت وراء هذا التفرّق وهذا الاغتراب في المناطق الوعرة النائية لأبناء الأئمّة، فكان إذ توفّي أحدُهم ـ أو قُتل ـ دُفن في موضعه الذي سيكون بعدئذ مزاراً من المزارات التي تُقصَد على الرغم من بُعد المسافات.
والملاحظ أن كثيراً من دُفناء هذه المزارات قد انتهوا بالقتل على أيدي السلطات المعاصرة لهم، خاصّةً وأنّ منهم من حمل راية الثورة والعمل العسكري لمناهضة الحكومات الجائرة.. فجاءت مواقع مزاراتهم لتعبّر عن الظروف السياسية والفكرية السائدة آنذاك.
ومن زاوية أخرى.. تتمتّع المزارات بشأن اقتصادي خاصّ في منطقتها وفي المناطق المجاورة لها، وهي موقع ـ إلى جوار قيمته المعنوية والروحية ـ يؤمّن دخلاً اقتصادياً لسكانه والمقيمين فيه. وهذا الموقع المتميّز يوفّر ـ في المزارات ذات النطاق العالمي ـ فرصاً صالحة للتجارة العالمية.
وغير هذا وذاك.. تُلاحظ دراسات علم الاجتماع أن للمزارات دوراً فاعلاً وعميقاً في إحداث ( التوافق الجَماعي ) في داخل المجتمعات. والتعمّق في دراسة هذه المسألة يدلّ على أن المدن والقرى التي تحتضن المزارات يتمتّع التجمّع السكّاني فيها بالكثير من الاعتقادات والعدات والتقاليد المشتركة التي هي من عوامل القوّة المؤثّرة في ايجاد التوافق الجماعي. إنّ هذه البقاع توفّر إحساساً مشتركاً بالحسّ الجماعي ( نحن ).. الذي يُعدّ ـ في رؤية علم الاجتماع ـ ركناً اساسياً من أركان تعريف الجماعة. من هنا تكون هذه البقاع المقدسة الضاربة الجذور في المعتقد العام للناس.. محرِّكة ـ في الظروف العصيبة كالحرب ـ للدفاع عنها، والتضحية بالنفوس من أجل المحافظة عليها.
ومن المزايا البارزة المتميّزة في المزارات: ظاهرة الفعل الروحي والأثر المعنويّ الكبير الذي تطبعه في نفوس الناس.. ذلك أن الزيارة بدلالتها العامة هي أن يقصد الزائر المكان الخاص ( المزار ) بدافع ذاتي وإرادة شخصية ممتزجة بلونٍ من الإحساس الباطني والاعتقادي، تدفعه إلى هذه الزيارة دوافع متعددة وحاجات متفاوتة، تنبع من اعتقاده الديني الداخلي.
إنّ الزيارة هي شكل خاص من الابتهال إلى الله تعالى يُتّخذ فيه أحد الأنبياء أو الأئمّة أو الصالحين ـ أو أثر من الآثار المقدسة ـ وسيلة لطلب الحاجات ونَيل المسألات. وهذا الطلب للحاجات قد يكون مادياً وقد يكون معنوياً، وعلى مستويات متعددة، وفقاً لنوع معرفة الطالبين ونظرتهم إلى الحياة ومنهجهم الفكري والديني.
وربّما كانت الزيارة مقترنة بمراسم خاصة ومنظّمة من قبل الزائر، ينال بها تقديرلً واحتراماً اجتماعياً من قبل نظرائه في الدين، ومثالها أنّ زائر بيت الله الحرام عادةً ما يدعى في بلدان العالم الإسلامي باسم (الحاج). وفي البيئات الموالية لأهل البيت يطلق على زائر العتبات المقدسة لقب (الزائر) كما في العراق، وفي إيران يُطلق لقب (المشهدي) على من زار عتبة الإمام الرضا عليه السّلام، ولقب (الكربلائي) على زائر الإمام الحسين عليه السّلام في كربلاء.
إنّ زيارة العتبات المقدسة لأئمّة أهل البيت عليهم السّلام حركة عظيمة مُوغِلة في القِدَم، قد اخترقت الأجيال والعصور، وما تزال قويّة مستمرّة تزداد سعتها وقوّتها على توالي السنين. ومحبو أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم يقصدون هذه البقاع المباركة من كافّة أقطار العالَم يحدوهم الشوق والمحبة والمودّة الإيمانيّة للنبيّ صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السّلام.. وكأنّما هم أسماك طليقة، تعبر الأنهار ـ وربّما الشلاّلات المتدفّقة ـ لتبلغ بحرَ العظَمة ومحيط المعرفة المنقذة.. فتحظى بالسكينة والاستقرار والأمان.
حركة الزيارة لهذه المزارات الملكوتية تنبع من دوافع الأشواق الروحية والمشاعر الإيمانية، والحاجة الملحّة، وطلب الاستشفاع. والظاهرة المائزة هنا هي أننا لا نلاحظ لدى قاصدي هذه المزارات إحساساً بالتمايز أو التعالي على الآخرين؛ فكلّ منهم قاصدٌ غايته، ومتّجه إلى الفوز باللقاء.. بقلب مُقبِل، تشدّه آلام المعاناة، وتشتحثه الحاجة.
إنّ منظر الزائرين الذين قَضَوا زيارتهم وخرجوا عائدين.. منظر رائق جدير بالتأمّل والإعجاب: هؤلاء الذين دخلوا إلى الحرم في حالة من القلق والاضطراب والشوق والمعاناة تحت ضغوط الحاجات.. قد خرجوا منه بطمأنينة لا توصف وفي نشاط خاص.. تتلألأ في عيونهم دموع الشوق إلى معاودة الزيارة من جديد.
وممّا لا شك فيه أنّ الطمأنينة التي تسكن قلوب الزائرين فرداً فرداً إنّما تستتبع طمأنينة المجتمع، وتنفخ فيه روح الصفاء والطاقة والأمل. وهذه الحالة من الأمل والسَّكِينة لها ـ فيما يعتقد علماء النفس ـ آثارها الطيبة في حياة الإنسان وحتّى في استمرار حياته، وهذا النشاط الذي ولّدته الزيارة ـ على أيّ نحوٍ كان ـ يطبع بطابعه روح الإنسان وجسده.
إنّ الزيارة المستندة إلى الابتهال والطمأنينة تترك أهمّ نتائجها في حياة الأفراد وفي السلامة النفسية والروحية للإنسان ـ فرداً ومجتمعاً. وهي نتائج كثيرة عميقة تحتاج إلى بحث أكثر تفصيلاً من أجل التعرّف عليها والإحاطة بها.